إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{ثُمَّ ٱجۡتَبَٰهُ رَبُّهُۥ فَتَابَ عَلَيۡهِ وَهَدَىٰ} (122)

{ ثُمَّ اجتباه رَبُّهُ } أي اصطفاه وقرّبه إليه بالحمل على التوبة والتوفيقِ لها ، من اجتبى الشيءَ بمعنى جباه لنفسه أي جمعه ، كقوله : اجتمعتُه أو من جبى إليّ كذا فاجتبيته مثل جليتُ على العروس فأجليتُها ، وأصلُ الكلمة الجمعُ وفي التعرض لعنوان الربوبيةِ مع الإضافة إلى ضميره عليه السلام مزيدُ تشريفٍ له عليه السلام { فَتَابَ عَلَيْهِ } أي قبِل توبتَه حين تاب هو وزوجتُه قائلين : { رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الخاسرين } وإفرادُه عليه السلام بالاجتباء وقَبولِ التوبة قد مرّ وجهُه { وهدى } أي إلى الثبات على التوبة والتمسكِ بأسباب العصمة .