فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{ثُمَّ ٱجۡتَبَٰهُ رَبُّهُۥ فَتَابَ عَلَيۡهِ وَهَدَىٰ} (122)

{ ثُمَّ اجتباه رَبُّهُ } أي : اصطفاه وقرّبه . قال ابن فورك : كانت المعصية من آدم قبل النبوّة بدليل ما في هذه الآية ، فإنه ذكر الاجتباء والهداية بعد ذكر المعصية ، وإذا كانت المعصية قبل النبوّة فجائز عليهم الذنوب وجهاً واحداً { فَتَابَ عَلَيْهِ وهدى } أي تاب عليه من معصيته ، وهداه إلى الثبات على التوبة . قيل : وكانت توبة الله عليه قبل أن يتوب هو وحواء بقولهما : { رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الخاسرين } [ الأعراف : 23 ] . وقد مرّ وجه تخصيص آدم بالذكر دون حواء .

/خ122