{ ثم اجتباه ربه } أي اصطفاه وقربه واختار بالحمل على التوبة والتوفيق لها من جبى إليّ كذا فاجتبيته ، وأصل الكلمة الجمع ، قال ابن فورك : كانت المعصية هذه من آدم قبل النبوة بدليل ما في هذه الآية فإنه ذكر الاجتباء والهداية بعد أن ذكر المعصية وإذا كانت المعصية قبل النبوة فجائز عليهم الذنوب وجها واحدا { فتاب عليه } من معصيته وقبل توبته .
{ وهدى } أي هداه إلى الثبات والمداومة على التوبة ، فلم ينقضها أو إلى الاعتذار والاستغفار ، قيل وكانت توبة الله عليه قبل أن يتوب هو وحواء ، بقولهما : { بنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين } ، وقد مر وجه تخصيص آدم بالذكر دون حواء . وفي الصحيحين من حديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( حاج آدم موسى ، قال له : أنت الذي أخرجت الناس من الجنة بذنبك وأشقيتهم بمعصيتك . قال آدم : يا موسى أنت الذي اصطفاك الله برسالته وبكلامه أتلومني على أمر كتبه الله عليّ قبل أن يخلقني ، أو قدره عليّ قبل أن يخلقني ؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( فحج آدم موسى ) {[1194]}
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.