اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{ثُمَّ ٱجۡتَبَٰهُ رَبُّهُۥ فَتَابَ عَلَيۡهِ وَهَدَىٰ} (122)

قوله : { ثُمَّ اجتباه رَبُّهُ } أي : اختاره واصطفاه ، " فَتَابَ عَلَيْه " بالعفو وهداه إلى التوبة حين قال : { رَبَّنَا ظَلَمْنَآ أَنفُسَنَا }{[27245]} .

قال عليه السلام : لو جُمِع بكاء أهل الدنيا إلى بكاء داود لكان بكاؤه أكثر ولو جمع ذلك إلى نوح لكان بكاؤه أكثر ، وإنما سمي نوحاً لنوحه على نفسه . ولو جمع ذلك كله إلى بكاء آدم على خطيئته كان بكاؤه أكثر{[27246]} .

قال وهب : لمّا كثر بكاؤه أمره الله تعالى أن يقول : " لاَ إلَه إلاَّ أنْتَ سُبْحَانَكَ وبحمدِك عَملتُ سوءاً وظَلَمْتُ نفسي فاغفر لي فإنَّكَ خَيْرُ الغَافِرِينَ " فقالها آدم ، ثم قال : قل " سُبْحَانَكَ لاَ إلَهَ إلاَّ أنْتَ عِمِلْتُ سوءاً وظلَمْتُ نفْسِي فتُبْ عليَّ إنَّكَ أنْتَ التَوَّابُ " {[27247]} .

قال ابن عباس : هذه{[27248]} الكلمات التي تلقاها آدم من ربه{[27249]} .


[27245]:من قوله تعالى: {قالا ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين} [الأعراف: 23].
[27246]:انظر الفخر الرازي 22/129.
[27247]:انظر الفخر الرازي 22/129.
[27248]:في النسختين: هن.
[27249]:انظر الفخر الرازي 22/129.