إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{وَأۡمُرۡ أَهۡلَكَ بِٱلصَّلَوٰةِ وَٱصۡطَبِرۡ عَلَيۡهَاۖ لَا نَسۡـَٔلُكَ رِزۡقٗاۖ نَّحۡنُ نَرۡزُقُكَۗ وَٱلۡعَٰقِبَةُ لِلتَّقۡوَىٰ} (132)

{ وَأْمُرْ أَهْلَكَ بالصلاة } أُمر عليه السلام بأن يأمر أهلَ بيته والتابعين له من أمته بالصلاة بعد ما أُمر هو بها ليتعاونوا على الاستعانة على خَصاصتهم ولا يهتموا بأمر المعيشة ولا يلتفتوا لفتَ أربابِ الثروة { واصطبر عَلَيْهَا } وثابرْ عليها غيرَ مشتغلٍ بأمر المعاش { لاَ نَسْأَلُكَ رِزْقاً } أي لا نكلّفك أن ترزُقَ نفسَك ولا أهلَك { نَّحْنُ نَرْزُقُكَ } وإياهم ففرِّغْ بالَك بأمر الآخرة { والعاقبة } الحميدةُ { للتقوى } أي لأهل التقوى ، على حذف المضافِ وإقامة المضافِ إليه مُقامَه تنبيهاً على أن مَلاكَ الأمر هو التقوى . روي أنه عليه الصلاة والسلام كان إذا أصاب أهلَه ضُرٌّ أمرهم بالصلاة وتلا هذه الآية { وَقَالُواْ لَوْلاَ يَأْتِينَا بِآيَةٍ مّن رَّبّهِ أولم تأتهم بينة ما في الصحف الأولى } .