وقوله تعالى : { وَنَضَعُ الموازين القسط } بيانٌ لما سيقع عند إتيانِ ما أُنذروه ، أي نقيم الموازينَ العادلةَ التي توزن بها صحائفُ الأعمال ، وقيل : وضعُ الموازين تمثيلٌ لإرصاد الحسابِ السويِّ والجزاء على حسب الأعمال ، وقد مر تفصيلُ ما فيه من الكلام في سورة الأعراف ، وإفرادُ القسطِ لأنه مصدرٌ وُصفَ به مبالغةً { لِيَوْمِ القيامة } التي كانوا يستعجلونها أي لجزائه أو لأجل أهلِه أو فيه كما في قولك : جئت لخمسٍ خلَوْن من الشهر { فَلاَ تُظْلَمُ نَفْسٌ } من النفوس { شَيْئاً } حقاً من حقوقها أو شيئاً ما من الظلم ، بل يوفى كلُّ ذي حق حقَّه إن خيراً فخيرٌ وإن شرًّا فشر ، والفاء لترتيب انتفاء الظلم على وضع الموازين { وَإِن كَانَ } أي العملُ المدلولُ عليه بوضع الموازين { مِثْقَالَ حَبَّةٍ مّنْ خَرْدَلٍ } أي مقدارَ حبة كائنةٍ من خردل ، أي وإن كان في غاية القِلة والحَقارة فإن حبةَ الخردل مَثَلٌ في الصِغر ، وقرئ مثقالُ حبة بالرفع على أن كان تامةٌ { أَتَيْنَا بِهَا } أي أحضرنا ذلك العملَ المعبَّر عنه بمثقال حبةِ الخردل للوزن ، والتأنيث لإضافته إلى الحبة وقرئ آتينا بها أي جازينا بها من الإيتاء بمعنى المجازاة والمكافأةِ لأنهم أتَوه بالأعمال وأتاهم بالجزاء ، وقرئ أثبنا من الثواب وقرئ جئنا بها { وكفى بِنَا حاسبين } إذ لا مزيدَ على علمنا وعدْلِنا .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.