إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{۞وَلَقَدۡ ءَاتَيۡنَآ إِبۡرَٰهِيمَ رُشۡدَهُۥ مِن قَبۡلُ وَكُنَّا بِهِۦ عَٰلِمِينَ} (51)

{ وَلَقَدْ آتَيْنَا إبراهيم رُشْدَهُ } أي الرشدَ اللائقَ به وبأمثاله من الرسل الكبارِ وهو الاهتداءُ الكاملُ المستند إلى الهداية الخاصةِ الحاصلةِ بالوحي والاقتدار على إصلاح الأمةِ باستعمال النواميسِ الإلهية ، وقرئ رَشَدَه وهما لغتان كالحُزْن والحَزَن { مِن قَبْلُ } أي من قبل إيتاءِ موسى وهارونَ التوراةَ ، وتقديمُ ذكر إيتائها لما بينه وبين إنزال القرآن من الشبه التامّ ، وقيل : من قبل استنبائِه أو قبلَ بلوغِه ويأباه المقام { وَكُنَّا بِهِ عالمين } أي بأنه أهلٌ لما آتيناه وفيه من الدليل على أنه تعالى عالمٌ بالجزئيات مختارٌ في أفعاله ما لا يخفى .