إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{ثُمَّ جَعَلۡنَٰهُ نُطۡفَةٗ فِي قَرَارٖ مَّكِينٖ} (13)

{ ثُمَّ جعلناه } أي الجنسَ باعتبار أفراده المغايرة لآدمَ عليه السَّلامُ أو جعلنا نسلَه على حذف المضاف إنْ أُريد بالإنسان آدمُ عليه السَّلامُ { نُّطْفَةٍ } بأن خلقناه منها أو ثمَّ جعلنا السُّلالةَ نُطفةً . والتَّذكيرُ بتأويل الجوهرِ أو المسلولِ أو الماءِ { في قَرَارٍ } أي مستقَرَ وهو الرَّحِمُ عبر عنها بالقرارِ الذي هو مصدرٌ مبالغةً . وقولُه تعالى : { مَّكِينٍ } وصفٌ لها بصفة ما استقرَّ فيها مثلُ : طريقٌ سائرٌ أو بمكانتها في نفسِها فإنَّها مكثتْ بحيث هي وأُحرزتْ .