فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{ثُمَّ جَعَلۡنَٰهُ نُطۡفَةٗ فِي قَرَارٖ مَّكِينٖ} (13)

والمعنى : أنه سبحانه خلق جوهر الإنسان أوّلاً من طين ؛ لأن الأصل آدم ، وهو من طين خالص وأولاده من طين ومنيّ ، وقيل : السلالة : الطين إذا عصرته انسلّ من بين أصابعك ؛ فالذي يخرج هو السلالة . قاله الكلبي { ثُمَّ جعلناه } أي : الجنس باعتبار أفراده الذين هم بنو آدم ، أو جعلنا نسله على حذف مضاف إن أريد بالإنسان آدم { نُطْفَةٍ } وقد تقدّم تفسير النطفة في سورة الحج . وكذلك تفسير العلقة والمضغة . والمراد [ بالقرار ] المكين : الرّحم ، وعبر عنها بالقرار الذي هو مصدر مبالغة .

/خ22