إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{قَالَ ءَامَنتُمۡ لَهُۥ قَبۡلَ أَنۡ ءَاذَنَ لَكُمۡۖ إِنَّهُۥ لَكَبِيرُكُمُ ٱلَّذِي عَلَّمَكُمُ ٱلسِّحۡرَ فَلَسَوۡفَ تَعۡلَمُونَۚ لَأُقَطِّعَنَّ أَيۡدِيَكُمۡ وَأَرۡجُلَكُم مِّنۡ خِلَٰفٖ وَلَأُصَلِّبَنَّكُمۡ أَجۡمَعِينَ} (49)

{ قَالَ } أي فرعونُ للسَّحرة { آمَنتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُم } أي بغيرِ أنْ آذنَ لكُم في قولِه تعالى : { لَنَفِدَ البحر قَبْلَ أَن تَنفَدَ كلمات رَبّي } [ سورة الكهف ، الآية109 ] لا أن الإذن منه ممكنٌ أو متوقَّعٌ { إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الذي عَلَّمَكُمُ السحر } فتواطأتُم على ما فعلتم أو علَّمكم شيئاً دُونَ شيءٍ فلذلك غلبَكم أرادَ بذلك التَّلبيس على قومِه كيلا يعتقدُوا أنَّهم آمنُوا عن بصيرةٍ وظهورِ حقَ وقُرئ أأمنتُم بهمزتينِ { فَلَسَوْفَ تَعْلَمُونَ } أي وبالَ ما فعلتُم وقوله : { لأقَطّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مّنْ خِلاَفٍ وَلأصَلّبَنَّكُمْ أَجْمَعِينَ } بيانٌ لما أوعدهم به .