البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{قَالَ ءَامَنتُمۡ لَهُۥ قَبۡلَ أَنۡ ءَاذَنَ لَكُمۡۖ إِنَّهُۥ لَكَبِيرُكُمُ ٱلَّذِي عَلَّمَكُمُ ٱلسِّحۡرَ فَلَسَوۡفَ تَعۡلَمُونَۚ لَأُقَطِّعَنَّ أَيۡدِيَكُمۡ وَأَرۡجُلَكُم مِّنۡ خِلَٰفٖ وَلَأُصَلِّبَنَّكُمۡ أَجۡمَعِينَ} (49)

فبالغ في التنفير من جهة قوله : { آمنتم له قبل أن آذن لكم } موهماً أن مسارعتهم للإيمان دليل على ميلهم إليه قبل .

وبقوله : { إنه لكبيركم } ، صرح بما رمزه أولاً من مواطأتهم وتقصيرهم ليظهر أمر كبيرهم ، وبقوله : { فلسوف تعلمون } ، حيث أوعدهم وعيداً مطلقاً ، وبتصريحه بما هددهم به من العذاب ،