ولما آمن السحرة بأجمعهم لم يأمن فرعون أن يقول قومه : إنّ هؤلاء السحرة على كثرتهم وبصيرتهم لم يؤمنوا إلا عن معرفة بصحة أمر موسى عليه السلام فيسلكون طريقهم ، فلبس على القوم وبالغ في التنفير عن موسى من وجوه :
أحدها : أن { قال آمنتم له } أي : لموسى { قبل أن آذن } أي : أنا { لكم } فمسارعتكم إلى الإيمان به دالة على ميلكم إليه .
تنبيه : ههنا همزتان مفتوحتان ، قرأ الجميع بإبدال الثانية ألفاً ، وحقق الثانية حمزة والكسائي وشعبة ، وسهلها الباقون غير حفص فإنه أسقط الأولى والثانية عنده هي المبدوء بها .
ثانيها : قوله { إنه لكبيركم الذي علمكم السحر } وهذا تصريح بما رمز به أولاً وتعريض منه بأنهم فعلوا ذلك عن مواطأة بينهم وبين موسى وقصروا في السحر ليظهروا أمر موسى وإلا ففي قوة السحر أن تفعلوا مثل ما يفعل .
ثالثها : قوله { فلسوف تعلمون } وهو وعيد وتهديد شديد .
رابعها : قوله : { لأقطعنّ أيديكم وأرجلكم من خلاف } أي : يد كل واحد اليمنى ورجله اليسرى { ولأصلبنكم أجمعين } وهذا الوعيد من أعظم الإهلاكات .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.