{ قَالَ آمَنتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ ؟ } أي بغير إذن مني ، قال ذلك لما خاف على قومه أن يتبعوا السحرة ، ثم قال مغالطا للسحرة الذين آمنوا وموهما للناس أن فعل موسى سحر من جنس ذلك السحر .
{ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ } وإنما اعترف له بكونه كبيرهم ، مع كونه لا يجب الاعتراف بشيء يرتفع به شأن موسى ، لأنه قد علم كل من حضر أن ما جاء به موسى أبهر مما جاء به السحرة ، فأراد أن يشكك على الناس بأن هذا الذي شاهدتم ، وإن كان قد فاق على ما فعله هؤلاء السحرة فهو فعل كبيرهم ، وهو من استاذهم الذي أخذوا عنه هذه الصناعة ، فلا تظنوا أنه فعل لا يقدر عليه البشر ، وأنه من فعل الرب الذي يدعو إليه موسى ، ولا تعتقدوا ان السحرة آمنوا على بصيرة ، وظهور حق ، يعني أن غلبته عليكم لم تكن بالعجز الإلهي ، بل بما لم يعلمكم من السحر ، وأنتم لضعف عقولكم حسبتم أنه غلبكم بغير جنس السحرة ، فآمنتم .
ثم توعد أولئك السحرة الذين آمنوا بالله لما قهرتهم حجة الله فقال : { فَلَسَوْفَ تَعْلَمُونَ } وبال ما فعلتم وما ينالكم مني . أجمل التهديد أولا للتهويل ، ثم فصله فقال :
{ لَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُم مِّنْ خِلَافٍ } أي من أجل خلاف ظهر منكم . وقيل : أي يد كل واحد اليمنى ورجله اليسرى { وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ أَجْمَعِينَ } كأنه أراد به ترهيب العامة لئلا يتبعونهم في الإيمان . قيل : إنه فعل بهم ما توعدهم به من التقطيع والتصليب وقيل : لم يفعله بهم ولم يرد في القرآن ما يدل على أنه فعل بهم ذلك ، ما سمعوا ذلك من قوله { قَالُوا : لَا ضَيْرَ }
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.