إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{ذَٰلِكَ ٱلۡفَضۡلُ مِنَ ٱللَّهِۚ وَكَفَىٰ بِٱللَّهِ عَلِيمٗا} (70)

{ ذلك } إشارةٌ إلى ما للمطيعين من عظيم الأجرِ ومزيدِ الهدايةِ ومرافقةِ هؤلاءِ المُنعَمِ عليهم ، أو إلى فضلهم ومزيَّتِهم ، وما فيه من معنى البُعدِ للإشعار بعلو رتبتِه وبُعدِ منزلتِه في الشرف ، وهو مبتدأ وقولُه تعالى : { الفضل } صفتُه وقوله تعالى : { مِنَ الله } خبرُه أي ذلك الفضلُ العظيمُ من الله تعالى لا من غيره أو الفضلُ خبرُه و { مِنَ الله } متعلق بمحذوف وقعَ حالاً منه والعاملُ فيه معنى الإشارةِ أي ذلك الذي ذُكر فضلٌ كائناً من الله تعالى ، لا أن أعمالَ المكلفين موجِبةٌ له { وكفي بالله عَلِيماً } بجزاء من أطاعه وبمقادير الفضلِ واستحقاقِ أهلِه .