الكشف والبيان في تفسير القرآن للثعلبي - الثعلبي  
{ذَٰلِكَ ٱلۡفَضۡلُ مِنَ ٱللَّهِۚ وَكَفَىٰ بِٱللَّهِ عَلِيمٗا} (70)

{ ذلِكَ الْفَضْلُ } [ احسان ] { مِنَ اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ عَلِيماً } يعني بالآخرة وثوابها .

وقيل : بمن أطاع رسول الله وأحبه ، وفي هذه الآية دلالة على خلافة أبي بكر الصديق ( رضي الله عنه ) وذلك أن الله تعالى لما ذكر مراتب أوليائه في كتابه بدأ بالأعلى منهم ، وهم النبيون فجعل الروضة الأعلى للنبيين فلم يجز أن يتقدمهم فيها أحد وثنى بذكر الصديقين فلا يجوز ان يتقدمهم أحد غير النبيين ولأن يكون من النبي صديق سرهم ، وقد أجمع المسلمون على تسمية أبي بكر صديقاً كما أجمعوا على تسمية محمد رسول الله ولم يجز أن يكونوا غالطين في تسميتهم محمد الرسول كذلك لايجوز أن يكونون غالطين في تسمية أبي بكر صديقاً فإذا صح انه صديق وأنه ثاني رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يجز أن يتقدّمه بعده أحد والله أعلم ، وفي قوله { ذلِكَ الْفَضْلُ مِنَ اللَّهِ } دليل على أنّهم لم ينالوا تلك الدرجة بطاعتهم بل نالوها بفضل الله خلافاً ، لما قالت المعتزلة ان العبد إنما ينال ذلك بفعله فلما احسن الله على عباده بما آتاهم من فضله فكان لايجوز أن يثني على نفسه بمالم يفعله ، فثبت ذلك على بطلان قولهم