إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{ءَاخِذِينَ مَآ ءَاتَىٰهُمۡ رَبُّهُمۡۚ إِنَّهُمۡ كَانُواْ قَبۡلَ ذَٰلِكَ مُحۡسِنِينَ} (16)

{ آخِذِينَ مَا آتاهم رَبُّهُمْ } أي قابلينَ لما أعطاهُم راضينَ بهِ عَلَى مَعْنى أنَّ كُلَّ ما آتاهُم حسنٌ مَرضيٌّ يُتلقى بحسنِ القبولِ { إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ } في الدُّنيا { مُحْسِنِينَ } أيْ لأعمالِهم الصالحةِ آتينَ بَها عَلى ما ينبغي فلذلكَ نالُوا ما نالُوا منَ الفوزِ العظيمِ ومَعْنى الإحسانِ بالإجمالِ ما أشارَ إليهِ عليهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ بقولِه : «أنْ تعبدَ الله كأنَّكَ تراهُ فإنْ لم تكنْ تراهُ فإنَّه يراكَ »{[750]} وقَدْ فُسِّر بقولِه تعالَى .


[750]:أخرجه البخاري في كتاب الإيمان باب (37)؛ ومسلم في كتاب الإيمان حديث (1، 5، 7)؛ وأبو داود في كتاب السنة باب (16)؛ والترمذي في كتاب الإيمان باب (4) والنسائي في كتاب الإيمان باب (5، 6)؛ وابن ماجه في المقدمة باب (9)؛ وأحمد في المسند (2/107، 132).