محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{ءَاخِذِينَ مَآ ءَاتَىٰهُمۡ رَبُّهُمۡۚ إِنَّهُمۡ كَانُواْ قَبۡلَ ذَٰلِكَ مُحۡسِنِينَ} (16)

{ إن المتقين } أي الذين اتقوا الله بطاعته ، واجتناب معاصيه في الدنيا ، وبتجنب / القول بالخرص والتخمين في الأمور الاعتقادية . { في جنات وعيون* آخذين ما آتاهم ربهم } قال ابن جرير :{[6779]} أي عاملين ما أمرهم به ربهم ، مؤدين فرائضه . وقال غيره : أي قابلين لما أعطاهم من النعيم الأخرويّ ، راضين به .

وهذا هو الوجه . ولذا قال ابن كثير : والذي فسر به ابن جرير فيه نظر ، لأن قوله تبارك وتعالى : { آخذين } حال من قوله : { في جنات وعيون } فالمتقون في حال كونهم في الجنات والعيون ، آخذين ما آتاهم ربهم . أي من النعيم والسرور والغبطة .

ثم أشار إلى سر استحقاقهم لذلك بقوله : { إنهم كانوا قبل ذلك } يعني : في الدنيا { محسنين } أي قد أحسنوا أعمالهم لغلبة محبة الله على قلوبهم ، بظهور آثارها في أفعالهم وأقوالهم ، كما بينه بقوله سبحانه : { كانوا قليلا من الليل ما يهجعون }


[6779]:انظر الصفحة رقم 196 من الجزء السادس والعشرين(طبعة الحلبي الثانية(.