الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{ءَاخِذِينَ مَآ ءَاتَىٰهُمۡ رَبُّهُمۡۚ إِنَّهُمۡ كَانُواْ قَبۡلَ ذَٰلِكَ مُحۡسِنِينَ} (16)

قوله : { آخِذِينَ } : حالٌ من الضمير في قوله : " جناتٍ " . و " ما آتاهم " يعني من ما في الجنة فتكونُ حالاً حقيقية . وقيل : ما آتاهم مِنْ أوامِره ونواهيه في الدنيا ، فتكون حالاً محكيَّةً لاختلافِ الزمانين . وجعل الجارَّ هنا خبراً ، والصفةَ فضلةً ، وعَكَسَ هذا في قولِه : { إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي عَذَابِ جَهَنَّمَ خَالِدُونَ } [ الزخرف : 74 ] . وقيل : لأن الخبرَ مقصودُ الجملة . والغرضُ هناك الإِخبارُ عن تخليدِهم ؛ لأنَّ المؤمِنَ قد يَدْخُلُ النارَ ، ولكن لا بُدَّ مِنْ خروجِه . وأمَّا آيةُ المتقين فجعل الظرفَ فيها خبراً لأَمْنِهم الخروجَ منها ، فجعل لذلك مَحَطَّ الفائدةِ لتحصُل لهم الطمأنينةُ فانتصبَتْ الصفةُ حالاً .