إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{إِذَا وَقَعَتِ ٱلۡوَاقِعَةُ} (1)

مقدمة السورة:

سورة الواقعة مكية وهي ست وتسعون آية .

{ إِذَا وَقَعَتِ الواقعة } أيْ إذَا قامتِ القيامةُ ، وذلكَ عندَ النفخةِ الثانيةِ . والتعبيرُ عنها بالواقعةِ للإيذانِ بتحققِ وقوعِها لا محالةَ كأنَّها واقعةٌ في نفسِها معَ قطعِ النظرِ عن الوقوعِ الواقعِ في حيزِ الشرطِ كأنَّه قيلَ كانتِ الكائنةُ وحدثتِ الحادثةُ . وانتصابُ إذَا بمضمرٍ ينبئُ عن الهولِ والفظاعةِ ، كأنَّه قيلَ إذَا وقعتِ الواقعةُ يكونُ من الأهوالِ ما لا يفي به المقالُ ، وقيلَ بالنَّفي المفهومِ من قولِه تعالى : { لَيْسَ لِوَقْعَتِهَا كَاذِبَةٌ } .