إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{نَحۡنُ خَلَقۡنَٰكُمۡ فَلَوۡلَا تُصَدِّقُونَ} (57)

وقوله تعالى : { نَحْنُ خلقناكم فَلَوْلاَ تُصَدّقُونَ } تلوينٌ للخطابِ وتوجيهٌ له إلى الكفرةِ بطريقِ الإلزامِ والتبكيتِ . والفاءُ لترتيبِ التحضيضِ على ما قبلَها أي فهلَّا تصدقونَ بالخلقِ فإن ما لا يحققه العملُ ولا يساعده بل ينبئُ عن خلافه ليس من التصديق في شيءٍ وقيل : بالبعث استدلالا عليه بالإنشاء فإن من قدرَ عليه قدرَ على الإعادةِ حتماً والأولُ هو الوجهُ كما ستحيطُ به خُبْراً .