سورة الملك مكية وتسمى الواقية والمنجية ، لأنها تقي وتنجي قارئها من عذاب القبر وآيها ثلاثون .
{ تَبَارَكَ الذي بِيَدِهِ الملك } البركةُ النماءُ والزيادةُ حسيةً كانتْ أو عقليةً ، وكثرةُ الخيرِ ودَوامُهُ أيضاً ، ونسبتُهَا إلى الله عزَّ وجلَّ على المَعْنَى الأولِ وهُو الأليقُ بالمقامِ باعتبارِ تعاليهِ عمَّا سواهُ في ذاتِهِ وصفاتِهِ وأفعالِهِ ، وصيغةُ التفاعلِ للمبالغةِ في ذلكَ ، فإنَّ ما لا يتصورُ نسبتُهُ إليهِ تعالَى من الصيغِ كالتكثر ونحوِهِ ، إنَّما تنسبُ إليه سبحانَهُ باعتبارِ غاياتِهَا ، وعلى الثَّاني باعتبارِ كثرةِ ما يفيضُ منهُ على مخلوقاتِهِ من فنونِ الخيراتِ . والصيغةُ حينئذٍ يجوزُ أن تكونَ لإفادةِ نماءِ تلكَ الخيراتِ وازديادِها شيئاً فشيئاً ، وآناً فآناً ، بحسبِ حدوثِهَا أو حدوثِ متعلقاتِهَا . ولاستقلالِهَا بالدلالةِ على غايةِ الكمالِ ، وإنبائِها عن نهايةِ التعظيمِ ، لم يجُزْ استعمالُهَا في حقِّ غيرِه سبحانَهُ ، ولا استعمالُ غيرِهَا من الصيغِ في حقِّه تباركَ وتعالَى . وإسنادُها إلى الموصولِ للاستشهادِ بما في حيزِ الصَّلةِ على تحققِ مضمونِهَا . واليدُ مجازٌ عن القدرةِ التامَّةِ والاستيلاءِ الكاملِ ، أي تعالَى وتعاظَم بالذاتِ عن كلِّ ما سواهُ ذاتاً وصفةً وفعلاً ، الذي بقبضةِ قُدرتِهِ التَّصرفُ الكليُّ في كلِّ الأمورِ . { وَهُوَ على كُلّ شَيء } منَ الأشياءِ { قَدِيرٌ } مُبالِغٌ في القُدرةِ عليهِ ، يتصرفُ فيهِ حسبَما تقتضيهِ مشيئتُهُ المبنيةُ على الحِكَمِ البالغةِ . والجملةُ معطوفةٌ على الصِّلةِ ، مقررةٌ لمضمونِهَا ، مفيدةٌ لجريانِ أحكامِ مُلكِهِ تعالَى في جَلائلِ الأُمورِ ودقائِقها .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.