نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي  
{ٱلَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّىٰكَ فَعَدَلَكَ} (7)

ولما ذكر هذين الوصفين الدالين على الكمالين ، بالجلال ، دل عليهما تقريراً لهما بإفاضة الجود في التربية بوصف الجمال بالإكرام لئلا يعتقد الإنسان بما له من الطغيان أنه حر مالك لنفسه يفعل ما يشاء فقال : { الذي خلقك } أي أوجدك-{[72038]} من العدم مهيئاً لتقدير الأعضاء { فسوّاك } عقب{[72039]} تلك الأطوار بتصوير الأعضاء والمنافع بالفعل { فعدلك * } أي جعل كل شيء من ذلك سليماً مودعاً فيه قوة المنافع التي خلقه الله لها ، وعدل المزاج حتى قبل الصورة ، والتعديل جعل البنية متناسبة الخلقة{[72040]} ، وكذا العدل في قراءة الكوفيين بالتخفيف أي-{[72041]} فأمالك عن تشويه الخلقة وتقبيح الصورة ، وجعلك معتدلاً في صورتك ، وكل هذا{[72042]} يقتضي غاية الشكر والخوف منه إن عصى ، لأنه كما قدر على التسوية يقدر على التشويه وغيره من العذاب .


[72038]:زيد من ظ و م.
[72039]:من ظ و م، وفي الأصل: عقبه.
[72040]:من ظ و م، وفي الأصل: الصورة.
[72041]:زيد من ظ و م.
[72042]:من ظ و م، وفي الأصل: ذلك.