فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{ٱلَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّىٰكَ فَعَدَلَكَ} (7)

{ الذي خلقك } من نطفة ولم تك شيئا { فسواك } رجلا تسمع وتبصر وتعقل { فعدلك } أي فجعلك معتدلا قال عطاء جعلك قائما معتدلا حسن الصورة وقال مقاتل عدل خلقك في العينين والأذنين واليدين والرجلين ، والمعنى عدل بين ما خلق لك من الأعضاء .

قرأ الجمهور فعدلك مشددا وقرئ بالتخفيف واختار الأولى أبو عبيد وأبو حاتم قال الفراء وأبو عبيد : يدل عليها قوله { لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم } ومعنى القراءة الأولى أنه سبحانه جعل أعضاءه متعادلة لا تفاوت فيها ، ومعنى الثانية أنه صرفه وأماله إلى أي صورة شاء إما حسنا وإما قبيحا وإما طويلا وإما قصيرا .