الكشف والبيان في تفسير القرآن للثعلبي - الثعلبي  
{إِلَّا ٱلَّذِينَ تَابُواْ مِنۢ بَعۡدِ ذَٰلِكَ وَأَصۡلَحُواْ فَإِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٞ رَّحِيمٌ} (89)

{ إِلا الَّذِينَ تَابُوا } وذلك أنّ الحارث بن سويد لما لحق بالكفار ندم ، فأرسل إلى قومه أن اسألوا رسول الله هل له من توبة ؟ ففعلوا ذلك فأنزل الله تعالى : { إِلاَّ الَّذِينَ تَابُواْ مِن بَعْدِ ذلِكَ وَأَصْلَحُواْ فَإِنَّ الله غَفُورٌ رَّحِيمٌ } [ آل عمران : 89 ] لما كان ، فحملها إليه رجل من قومه وقرأها عليه ، فقال الحرث : إنّك والله ما علمت لصدوق ، وإنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصدق منك ، وإنّ الله عز وجل لأصدق الثلاثة ، فرجع الحارث إلى المدينة وأسلم وحسن إسلامه .