وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن السدي في قوله { كيف يهدي الله قوما } الآية قال : أنزلت في الحارث بن سويد الأنصاري ، كفر بعد إيمانه . فأنزلت فيه هذه الآيات ، ثم نزلت { إلا الذين تابوا . . . } الآية . فتاب .
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر من وجه آخر عن مجاهد في قوله { كيف يهدي الله قوما . . . } الآية . قال : نزلت في رجل من بني عمرو بن عوف كفر بعد إيمانه فجاء الشام .
وأخرج ابن جرير وابن المنذر من طريق ابن جريج عن مجاهد في الآية قال : هو رجل من بني عمرو بن عوف كفر بعد إيمانه قال : قال ابن جريج : أخبرني عبد الله بن كثير ، عن مجاهد قال : لحق بأرض الروم فتنصر ، ثم كتب إلى قومه : أرسلوا هل لي من توبة ؟ فنزلت { إلا الذين تابوا } فآمن ثم رجع . قال ابن جريج : قال عكرمة : نزلت في أبي عامر الراهب ، والحارث بن سويد بن الصامت ، ووحوح بن الأسلت ، في اثني عشر رجلا رجعوا عن الإسلام ولحقوا بقريش . ثم كتبوا إلى أهلهم هل لنا من توبة ؟ ! فنزلت { إلا الذين تابوا من بعد ذلك . . . } الآيات .
وأخرج ابن إسحق وابن المنذر عن ابن عباس أن الحارث بن سويد قتل المجدر بن زياد ، وقيس بن زيد أحد بني ضبيعة يوم أحد ، ثم لحق بقريش فكان بمكة ، ثم بعث إلى أخيه الجلاس يطلب التوبة ليرجع إلى قومه . فأنزل الله فيه { كيف يهدي الله قوما } إلى آخر القصة .
وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي صالح مولى أم هانئ أن الحرث بن سويد بايع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ثم لحق بأهل مكة ، وشهد أحدا فقاتل المسلمين ، ثم سقط في يده فرجع إلى مكة ، فكتب إلى أخيه جلاس بن سويد : يا أخي إني ندمت على ما كان مني ، فأتوب إلى الله وأرجع إلى الإسلام ؟ فاذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، فإن طمعت لي في توبة فاكتب إلي . فذكر لرسول الله صلى الله عليه وسلم . فأنزل الله
{ كيف يهدي الله قوما كفروا بعد إيمانهم } فقال قوم من أصحابه ممن كان عليه يتمنع ثم يراجع الإسلام ، فأنزل الله ( إن الذين كفروا بعد إيمانهم ثم ازدادوا كفرا لن تقبل توبتهم وأولئك هم الضالون ) .
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم من طريق العوفي عن ابن عباس في قوله { كيف يهدي الله قوما كفروا بعد إيمانهم } قال : هم أهل الكتاب عرفوا محمدا ثم كفروا به .
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن الحسن في الآية قال : هم أهل الكتاب من اليهود والنصارى ، رأوا نعت محمد في كتابهم ، وأقروا به ، وشهدوا أنه حق . فلما بعث من غيرهم حسدوا العرب على ذلك ، فأنكروه وكفروا بعد إقرارهم حسدا للعرب حين بعث من غيرهم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.