نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي  
{إِلَّا ٱلَّذِينَ تَابُواْ مِنۢ بَعۡدِ ذَٰلِكَ وَأَصۡلَحُواْ فَإِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٞ رَّحِيمٌ} (89)

ولما انخلعت القلوب بهذه الكروب نفّس عنها سبحانه وتعالى مشيراً إلى أن فيهم - وإن استبعد رجوعهم - موضعاً{[18222]} للرجاء بقوله :

{ إلا الذين تابوا } أي رجعوا إلى ربهم متذكرين لإحسانه ، ولما كان التائب{[18223]} لم يستغرق زمان ما بعد الإيمان بالكفر ، وكانت التوبة{[18224]} مقبولة ولو قل زمنها{[18225]} {[18226]}أثبت الجار فقال{[18227]} : { من بعد ذلك } الارتداد حيث تقبل التوبة

{ وأصلحوا } أي بالاستمرار على ما تقتضيه{[18228]} من الثمرات الحسنة { فإن الله } أي الذي له الجلال والإكرام يغفر{[18229]} ذنوبهم لأن الله { غفور } يمحو{[18230]} الزلات { رحيم * } بإعطاء المثوبات ، هذه صفة لهم ولكل من تاب من ذنبه .


[18222]:في ظ : موضعا.
[18223]:من ظ ومد، وفي الأصل: الثابت.
[18224]:في ظ: الثورية ـ كذا.
[18225]:العبارة المحجوزة زيدت من ظ.
[18226]:سقط من ظ.
[18227]:سقط من ظ.
[18228]:في ظ: يقتضيه.
[18229]:في ظ: فيغفر.
[18230]:من ظ ومد، وفي الأصل: لمحو.