فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{إِلَّا ٱلَّذِينَ تَابُواْ مِنۢ بَعۡدِ ذَٰلِكَ وَأَصۡلَحُواْ فَإِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٞ رَّحِيمٌ} (89)

ثم استثنى التائبين فقال ( إلا الذين تابوا من بعد ذلك ) الارتداد ( وأصلحوا ) بالإسلام ما كان قد أفسدوه من دينهم بالردة ، وفيه دليل على قبول توبة المرتد إذا رجع إلى الإسلام مخلصا ، ولا خلاف في ذلك فيما أحفظ وقيل ضموا إلى التوبة الأعمال الصالحة لأن التوبة وحدها لا تكفي حتى يضاف إليها العمل الصالح ، وقيل أصلحوا باطنهم مع الحق بالمراقبات ، وظاهرهم مع الخلق بالعبادات والطاعات ، والأول ألصق بظاهر الآية ( فإن الله غفور ) لقبائحهم في الدنيا بالستر وقيل بإزالة العذاب ( رحيم ) في الآخرة بالعفو ، وقيل بإعطاء الثواب .