الكشف والبيان في تفسير القرآن للثعلبي - الثعلبي  
{إِلَّا مَنۡ هُوَ صَالِ ٱلۡجَحِيمِ} (163)

{ إِلاَّ مَنْ هُوَ صَالِ الْجَحِيمِ } أي إلاّ من هو في علم الله وإرادته سيدخل النار .

أخبرني ابن فنجويه قال حدّثنا ابن شنبه قال : حدّثنا الفربابي قال : حدّثنا أبو بكربن شنبه قال : حدّثنا عبد الله بن إدريس عن عمر بن ذر قال : قدمنا على عمر بن عبد العزيز فذكر عنده القدر ، فقال عمر بن عبد العزيز : لو أراد الله ألاّ يُعصى ما خلق إبليس وهو رأس الخطيئة ، وإن في ذلك لعلماً من كتاب الله ، وجهله من جهله وعرفه من عرفه ، ثم قرأ فَإِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ * مَآ أَنتُمْ عَلَيْهِ بِفَاتِنِينَ * إِلاَّ مَنْ هُوَ صَالِ الْجَحِيمِ } ، وقد فصلت هذه الآية بين الناس .

وأخبرني ابن فنجويه قال : حدّثنا ابن شنبه قال : حدّثنا الفربابي قال : حدّثنا إسحاق بن موسى الأنصاري قال : حدّثنا أنس بن عياض قال : حدّثني أبو سهيل نافع بن مالك بن أبي عامر قال : قال لي عمر بن عبد العزيز ( من فيه إلى أُذني ) : ما تقول في الذين يقولون لا قدر ؟ قال : أرى أن يستتابوا ، فإن تابوا وإلاّ ضربت أعناقهم .

قال عمر بن عبد العزيز : ذلك الرأي فيهم والله لو لم يكن إلاّ هذه الآية الواحدة لكفى بها : { فَإِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ * مَآ أَنتُمْ عَلَيْهِ بِفَاتِنِينَ * إِلاَّ مَنْ هُوَ صَالِ الْجَحِيمِ } .