الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري - الزمخشري  
{إِلَّا مَنۡ هُوَ صَالِ ٱلۡجَحِيمِ} (163)

{ إِلاَّ مَنْ هُوَ } ضال مثلكم . أو يكون في أسلوب قوله :

َفإنَّكَ وَالْكِتَابُ إلَى عَلِيٍّ *** كَدَابِغَةٍ وَقَدْ حَلِمَ الأَدِيمُ

وقرأ الحسن «صال الجحيم » بضم اللام . وفيه ثلاثة أوجه ، أحدها : أن يكون جمعاً وسقوط واوه لالتقاء الساكنين هي ولام التعريف .

فإن قلت : كيف استقام الجمع مع قوله : { مَنْ هُوَ } ؟ قلت : من موحد اللفظ مجموع المعنى فحمل هو على لفظه والصالون على معناه كما حمل في مواضع من التنزيل على لفظ من ومعناه في آية واحدة . والثاني : أن يكون أصله صائل على القلب ، ثم يقال صال في صائل ، كقولهم شاك في شائك . والثالث : أن تحذف لام صال تخفيفاً ويجري الإعراب على عينه ، كما حذف من قولهم : ما باليت به بالة ، وأصلها بالية من بالي ، كعافية من عافى . ونظيره قراءة من قرأ : { وَجَنَى الجَنَّتَيْنِ دَانٍ } [ الرحمن : 54 ] ، { وَلَهُ الجوار المُنْشَآتِ } [ الرحمن : 24 ] بإجراء الإعراب على العين .