البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{إِلَّا مَنۡ هُوَ صَالِ ٱلۡجَحِيمِ} (163)

وقرأ الحسن ، وابن أبي عبلة : صالوا الجحيم بالواو ، وهكذا في كتاب الكامل للهذلي .

وفي كتاب ابن خالويه عنهما : صال مكتوباً بغير واو ، وفي كتاب ابن عطية .

وقرأ الحسن : صالوا مكتوباً بالواو ؛ وفي كتاب اللوامح وكتاب الزمخشري عن الحسن : صال مكتوباً بغير واو .

فمن أثبت الواو فهو جمع سلامة سقطت النون للإضافة .

حمل أولاً على لفظ من فأفرد ، ثم ثانياً على معناها فجمع ، كقوله : { ومن الناس من يقول آمنا بالله وباليوم الآخر وما هم بمؤمنين } حمل في يقول على لفظ من ، وفي وما هم على المعنى ، واجتمع الحمل على اللفظ ، والمعنى في جملة واحدة ، وهي صلة للموصول ، كقوله : { إلا من كان هوداً أو نصارى } وقول الشاعر :

وأيقظ من كان منكم نياماً . . .

ومن لم يثبت الواو احتمل أن يكون جمعاً ، وحذفت الواو خطأ ، كما حذفت في حالة الوصل لفظاً لأجل التقاء الساكنين .

واحتمل أن يكون صال مفرداً حذفت لامه تخفيفاً ، وجرى الإعراب في عينه ، كما حذف من قوله : { وجنى الجنتين دان } { وله الجوار المنشآت } برفع النون والجوار ، وقالوا : ما باليت به بالة ، أي بالية من بالى ، كعافية من عافى ، فحذفت لام باليت وبالية .

وقالوا بالة وبال ، بحذف اللام فيهما .

وقال الزمخشري : وقد وجه نحواً من الوجهين السابقين وجعلهما أولاً وثالثاً فقال : والثاني أن يكون أصله صائل على القلب ، ثم يقال : صال في صائل ، كقولهم : شاك في شائك . انتهى .