فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{إِلَّا مَنۡ هُوَ صَالِ ٱلۡجَحِيمِ} (163)

{ إِلاَّ مَنْ هُوَ صَالِ الجحيم } قرأ الجمهور { صال } بكسر اللام ؛ لأنه منقوص مضاف حذفت الياء لالتقاء الساكنين ، وحمل على لفظ من ، وأفرد كما أفرد هو . وقرأ الحسن ، وابن أبي عبلة بضم اللام مع واو بعدها ، وروي عنهما : أنهما قرأ بضم اللام بدون واو . فأما مع الواو فعلى أنه جمع سلامة بالواو حملاً على معنى : من ، وحذفت نون الجمع للإضافة ، وأما بدون الواو ، فيحتمل أن يكون جمعاً ، وإنما حذفت الواو خطاً كما حذفت لفظاً ، ويحتمل أن يكون مفرداً ، وحقه على هذا كسر اللام . قال النحاس : وجماعة أهل التفسير يقولون : إنه لحن ؛ لأنه لا يجوز هذا قاض المدينة ، والمعنى : أن الكفار وما يعبدونه لا يقدرون على إضلال أحد من عباد الله ، إلا من هو من أهل النار ، وهم المصرّون على الكفر ، وإنما يصرّ على الكفر من سبق القضاء عليه بالشقاوة ، وإنه ممن يصلى النار ، أي يدخلها .

/خ182