الكشف والبيان في تفسير القرآن للثعلبي - الثعلبي  
{وَإِنَّ مِنكُمۡ لَمَن لَّيُبَطِّئَنَّ فَإِنۡ أَصَٰبَتۡكُم مُّصِيبَةٞ قَالَ قَدۡ أَنۡعَمَ ٱللَّهُ عَلَيَّ إِذۡ لَمۡ أَكُن مَّعَهُمۡ شَهِيدٗا} (72)

{ وَإِنَّ مِنْكُمْ لَمَن لَّيُبَطِّئَنَّ } . قال بعضهم : نزلت هذه الآية في المؤمنين لأن الله خاطبهم بقوله { وَإِنَّ مِنْكُمْ } وقد فرق الله بين المؤمنين والمنافقين بقوله

{ مَّا هُم مِّنكُمْ وَلاَ مِنْهُمْ } [ المجادلة : 14 ] .

وقال : أكثر أهل التفسير : إنّها نزلت في المنافقين وإنما جمع منهم في الخطاب من جهة الجنس والسبب ومن جهة الإيمان من { لَمَن لَّيُبَطِّئَنَّ } أي ليثاقلن ويتخلفنّ عن الجهاد والغزو .

وقيل : معناه ليصدّقن غيره ، وهو عبد الله بن أُبيّ المنافق وإنما دخلت ( اللام ) في ( من ) لمكان ( من ) كما تقول : إنّ فيها لأخاك فاللام في ليبطئن لام القسم وهي صلة لمن على اعتماد شبه باليمين كما يقال هذا الذي ليقومن وأرى رجلاً ليفعلن .

{ فَإِنْ أَصَابَتْكُمْ مُّصِيبَةٌ } أي قتل وهزيمة { قَالَ قَدْ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيَّ } عهد { إِذْ لَمْ أَكُنْ مَّعَهُمْ شَهِيداً } أي حاضراً في تلك الغزاة فيصيبني مثل ما أصابهم ، يقول الله { كَأَن لَّمْ تَكُنْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُ مَوَدَّةٌ } أي معرفة .

وقال معقل بن حيان : معناه كأن ليس من أهل دينكم وان نظم الآية وقوله كأن لم يكن متصل بقوله { فَإِنْ أَصَابَتْكُمْ مُّصِيبَةٌ }