ثم علّمهم مباشرة الحروب ، فقال : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ خُذُواْ حِذْرَكُمْ } من عدوكم أي عدتكم وآلاتكم من السلاح
{ وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ } [ البقرة : 195 ] والحِذر والحَذر واحد ، كالمِثل والمَثل ، والعِدل والعَدل ، والشِبه والشَبه ، { فَانفِرُواْ } أي اخرجوا { ثُبَاتٍ } أي سرايا كسرية بعد سرية وجماعة بعد جماعة ، والثبات الجماعات في تفرقه واحدها ثبة { أَوِ انْفِرُواْ جَمِيعاً } أي مجتمعين كلّكم مع سلم واستدل أهل القدر بهذه الآية .
بقوله { خُذُواْ حِذْرَكُمْ } قالوا : لولا أن الحذر يمنع عنهم مكايد الأعداء ما كان لأمره بالحذر إياهم معنى .
فيقال لهم : الإئتمار لأمر الله والانتهاء عن نهيه واجب عليهم لأنهم به يسلمون من معصية الله عز وجل لأن المعصية تزل ، فائتمروا وانتهوا عمّا نهوا عنه .
وليس في هذه الآية دليل على أن حذرهم ينفع من القدر شيئاً ، وهذا كقول النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : " إعقلها وتوكّل " .
والمراد به طمأنينة النفس لا أن ذلك يدفع القدر ، كذلك في أخذ الحذر فهو الدليل على ذلك ، أن الله تعالى أثنى على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله حاكياً عنهم
{ لَّن يُصِيبَنَآ إِلاَّ مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا } [ التوبة : 51 ] وأمر بذلك رسوله صلى الله عليه وسلم كان يصيبهم غير ما قضى عليهم ما كان هذا مني .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.