الكشف والبيان في تفسير القرآن للثعلبي - الثعلبي  
{إِلَّا ٱلۡمُسۡتَضۡعَفِينَ مِنَ ٱلرِّجَالِ وَٱلنِّسَآءِ وَٱلۡوِلۡدَٰنِ لَا يَسۡتَطِيعُونَ حِيلَةٗ وَلَا يَهۡتَدُونَ سَبِيلٗا} (98)

ثم استثنى أهل مكة منهم فقال : { إِلاَّ الْمُسْتَضْعَفِينَ } يعني المؤمنين المخلصين المقهورين بمكة لم يستطيعوا الهجرة ومنعوا من اللحوق بالنبي صلى الله عليه وسلم ويتجهزون للحوق به { مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَآءِ وَالْوِلْدَانِ } والمستضعفين نصب على الاستثناء من مأواهم { لاَ يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً } لا يقدرون على حيلة ولاقوة ولانفقة للخروج منها { وَلاَ يَهْتَدُونَ سَبِيلاً } لا يعرفون طريقاً إلى الخروج منها وقال : إنّما يعني طريق المدينة قال ابن عباس : كنت أنا وأمي من الذين لايستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلاً وكنت غلاماً صغيراً