ثم استثنى سبحانه مَنْ كان استضعافه حقيقةً مِنْ زَمْني الرجالِ ، وضَعَفَةِ النساءِ ، والولدانِ ؟ قال ابنُ عَبَّاس : " كُنْتُ أَنَا وَأُمِّي مِنَ المُسْتَضْعَفِينَ " ، والحِيلَةُ : لفظٌ عامٌّ لأنواع أسبَاب التخلُّص ، والسَّبِيلُ : سبيلُ المدينةِ ، فيما قاله مجاهد وغيره ، والصوابُ : أنه عامٌّ في جميع السُّبُل ، ثم رَجَّى اللَّه تعالى هؤلاءِ بالعَفْو عنهم ، والمُرَاغِمُ : المُتَحَوَّلُ ، والمَذْهَب ، قاله ابن عبَّاس وغيره ، وقال مجاهدٌ : المُرَاغَمُ المتزحْزَحُ عمَّا يُكْرَه ، وقال ابن زيْدٍ : المُرَاغَمُ : المُهَاجَرُ ، وقال السُّدِّيُّ : المُرَاغَمُ : المبتغى للمعيشة .
قال ( ع ) : وهذا كله تَفْسيرٌ بالمعنى ، وأما الخاصُّ بِاللفظة ، فإن المُرَاغَمَ هو موضِعُ المراغَمَةِ ، فلو هاجر أَحَدٌ من هؤلاءِ المَحْبُوسِين بمكَّةَ ، لأرْغَمَ أنُوفَ قريشٍ بحصوله في مَنَعَةٍ منهم ، فتلكَ المَنَعَةُ هي مَوْضِعُ المراغَمَةِ ، قال ابنُ عَبَّاس ، وغيره : السَّعَةُ هنا هي السَّعَةُ في الرِّزْقِ ، وقال مالك : السَّعة : سَعَةُ البلاد .
قال ( ع ) : وهذا هو المُشَبِهُ للفصاحة ، أنْ يريد سعة الأرْضِ ، وبذلك تكونُ السَّعَةُ في الرِّزْق ، واتساع الصَّدْرِ ، وغيرُ ذلك من وجوه الفَرَجِ ، وهذا المعنى ظاهرٌ من قوله تعالى : { أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ الله واسعة } .
قال مالكُ بْنُ أَنَسٍ ( رحمه اللَّه ) : الآية تُعْطِي أنَّ كلَّ مسلمٍ ينبغي لَهُ أنْ يَخْرُجُ من البلادِ الَّتي تُغَيَّرُ فيها السُّنَنُ ، ويُعْمَلُ فيها بغَيْر الحَقِّ .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.