فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{إِلَّا ٱلۡمُسۡتَضۡعَفِينَ مِنَ ٱلرِّجَالِ وَٱلنِّسَآءِ وَٱلۡوِلۡدَٰنِ لَا يَسۡتَطِيعُونَ حِيلَةٗ وَلَا يَهۡتَدُونَ سَبِيلٗا} (98)

قوله : { إِلاَّ المستضعفين } هو استثناء من الضمير في مأواهم ، وقيل : استثناء منقطع لعدم دخول المستضعفين في الموصول وضميره . وقوله : { مِنَ الرجال والنساء والولدان } متعلق بمحذوف ، أي : كائنين منهم ، والمراد بالمستضعفين من الرجال الزمني ونحوهم ، والولدان كعياش بن أبي ربيعة ، وسلمة بن هشام ، وإنما ذكر الولدان مع عدم التكليف لهم لقصد المبالغة في أمر الهجرة ، وإيهام أنها تجب لو استطاعها غير المكلف ، فكيف من كان مكلفاً ، وقيل : أراد بالولدان المراهقين والمماليك . قوله : { لاَ يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً } صفة للمستضعفين ، أو للرجال والنساء ، والولدان ، أوحال من الضمير في المستضعفين . وقيل : الحيلة لفظ عام لأنواع أسباب التخلص ، أي : لا يجدون حيلة ، ولا طريقاً إلى ذلك ، وقيل : السبيل : سبيل المدينة .

/خ100