الكشف والبيان في تفسير القرآن للثعلبي - الثعلبي  
{فَشَٰرِبُونَ شُرۡبَ ٱلۡهِيمِ} (55)

{ فَشَارِبُونَ شُرْبَ الْهِيمِ } .

قرأ أهل المدينة وعاصم وحمزة والأعمش وأيوب : ( شرب ) بضم الشين ، واختاره أبو حاتم ، وقرأ الباقون : بفتحه ، واختاره أبو عبيد .

وروي عن الكسائي عن يحيى بن سعيد عن جريج إنه قال : ذكرت لجعفر بن محمد قراءة أصحاب عبد الله ( شرب الهيم ) بفتح الشين ، فقال : " أما بلغك إن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث بديل بن ورقاء الخزاعي إلى أهل مِنى في أيام التشريق فقال : " إنها أيام أكل وشرب " .

ويقال هي بفتح الشين [ و . . . . . . . ] وهما لغتان جيدتان .

تقول العرب : شربت شَرباً وشُرباً وشُرُباً بضمتين .

وقال أبو زيد الأنصاري : سمعت العرب تقول : شربت شِرباً ، بكسر الشين .

وأما ( الهيم ) فالإبل العطاش . وقال عكرمة وقتادة : هو داء بالإبل لا تروى [ معه ] ولا تزال تشرب حتى تهلك ويقال لذلك الداء الهيام ، ويقال : حمل أَهْيم وناقة هيماء وإبل هيم .

قال لبيد :

أُجزت على معارفها بشعث *** وأطلاح من المهري هيم

وقال الضحّاك وابن عيينة وابن كيسان : الهيم الأرض السهلة ذات الرمل .