الكشف والبيان في تفسير القرآن للثعلبي - الثعلبي  
{لَوۡ نَشَآءُ لَجَعَلۡنَٰهُ حُطَٰمٗا فَظَلۡتُمۡ تَفَكَّهُونَ} (65)

{ لَوْ نَشَآءُ لَجَعَلْنَاهُ حُطَاماً } هشيماً لا ينتفع به في مطعم وغذاء . وقال مرة : يعني نبتاً لا قمح فيه .

{ فَظَلْتُمْ } قرأت العامة بفتح الظاء . وقرأ عبدالله بكسره : والأصل ظللتم ، فحذف إحدى اللامين تخفيفاً ، فمن فتحه فعلى الأصل ومن كسره نقل حركة اللام المحذوفة إلى الظاء .

{ تَفَكَّهُونَ } قال يمان : تندمون على نفقاتكم ، نظيره

{ فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ عَلَى مَآ أَنْفَقَ فِيهَا } [ الكهف : 42 ] .

قتادة : تعجبون . عكرمة : تلاومون . الحسن : تندمون على ما سلف منكم من معصية الله التي أوجبت لكم عقوبته حتى نالكم في زرعكم ما نالكم . ابن زيد : تتفجّعون . ابن كيسان : تحزنون .

قال : وهو من الأضداد . تقول العرب : تفكهت : أي تنعّمت ، وتفكهت : أي حزنت .

قال الفراء : تفكهون وتفكنون واحد ، والنون لغة عكل .

وقيل : التفكه التكلم فما لا يعنيك ، ومنه قيل للمزاح : فكاهة .