أنوار التنزيل وأسرار التأويل للبيضاوي - البيضاوي [إخفاء]  
{وَلَآ أَنتُمۡ عَٰبِدُونَ مَآ أَعۡبُدُ} (5)

{ ولا أنتم عابدون ما أعبد } أي وما عبدتم في وقت ما أنا عابده ، ويجوز أن يكونا تأكيدين على طريقة أبلغ ، وأما لم يقل ما عبدت ليطابق ( ما عبدتم ) ؛ لأنهم كانوا موسومين قبل المبعث بعبادة الأصنام ، وهو لم يكن حينئذ موسوما بعبادة الله ، وإنما قال ( ما ) دون ( من ) ؛ لأن المراد الصفة ، كأنه قال : لا أعبد الباطل ، ولا تعبدون الحق ، أو للمطابقة . وقيل : إنها مصدرية . وقيل : الأوليان بمعنى الذي ، والأخريان مصدريتان .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{وَلَآ أَنتُمۡ عَٰبِدُونَ مَآ أَعۡبُدُ} (5)

ثم جاء قوله : { ولا أنتم عابدون ما أعبد } الثاني حتماً عليهم أنهم لا يؤمنون به أبداً ، كالذي كشف الغيب ، فهذا كما قيل لنوح صلى الله عليه وسلم : { إنه لن يؤمن من قومك إلا من قد آمن }{[12009]} ، وأما أن هذا في معنيين ، وقوم نوح عمموا بذلك ، فهذا معنى الترديد الذي في السورة ، وهو بارع الفصاحة ، وليس بتكرار فقط ؛ بل فيه ما ذكرته مع التأكيد والإبلاغ .


[12009]:من الآية 36 من سورة هود.