جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري  
{قُلۡ يَـٰٓأَهۡلَ ٱلۡكِتَٰبِ لِمَ تَكۡفُرُونَ بِـَٔايَٰتِ ٱللَّهِ وَٱللَّهُ شَهِيدٌ عَلَىٰ مَا تَعۡمَلُونَ} (98)

القول في تأويل قوله تعالى :

{ قُلْ يَأَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللّهِ وَاللّهُ شَهِيدٌ عَلَى مَا تَعْمَلُونَ }

يعني بذلك : يا معشر يهود بني إسرائيل وغيرهم من سائر من ينتحل الديانة بما أنزل الله عزّ وجلّ من كتبه ، ممن كفر بمحمد صلى الله عليه وسلم ، وجحد نبوّته¹ لم تجحدون بآيات الله ؟ يقول : لم تجحدون حجج الله التي آتاها محمدا في كتبكم وغيرها ، التي قد ثبتت عليكم بصدقه ونبوّته وحُجّته . «وأنتم تعلمون » ، يقول : لم تجحدون ذلك من أمره ، وأنتم تعلمون صدقه . فأخبر جلّ ثناؤه عنهم أنهم معتمدون الكفر بالله وبرسوله ، على علم منهم ومعرفة من كفرهم . وقد :

حدثنا محمد بن الحسين ، قال : حدثنا أحمد بن المفضل ، قال : حدثنا أسباط ، عن السديّ : { يا أهْلِ الكِتابِ لِمَ تَكْفُرونَ بآياتِ اللّهِ } أما آيات الله : فمحمد صلى الله عليه وسلم .

حدثني محمد بن سنان ، قال : حدثنا أبو بكر ، قال : حدثنا عباد ، عن الحسن في قوله : { يا أهْلَ الكِتَابِ لِمَ تَكْفُرُونَ بآياتِ اللّهِ واللّهُ شَهِيدٌ على ما تَعْمَلُونَ } قال : هم اليهود والنصارى .