فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{قُلۡ يَـٰٓأَهۡلَ ٱلۡكِتَٰبِ لِمَ تَكۡفُرُونَ بِـَٔايَٰتِ ٱللَّهِ وَٱللَّهُ شَهِيدٌ عَلَىٰ مَا تَعۡمَلُونَ} (98)

قل يا أهل الكتاب لم تكفرون بآيات الله والله شهيد على ما تعملون98 قل يا أهل الكتاب لم تصدون عن سبيل الله من آمن تبغونها عوجا وانتم شهداء وما الله بغافل عما تعلمون99

( قل يا أهل الكتاب ) خطاب لليهود والنصارى ، وقيل لعلمائهم الذين علموا صحة نبوة محمد صلى الله عليه وآله وسلم وتخصيصهم بالخطاب دليل على أن كفرهم أوضح وإن زعموا انهم مؤمنون بالتوراة والإنجيل فهم كافرون بهما .

( لم تكفرون بآيات الله ) الدالة على صدق نبوة محمد صلى الله عليه وآله وسلم فيما يدعيه من وجوب الحج وغيره ، وقيل المراد بها القرآن ، وقيل محمد صلى الله عليه وآله وسلم ، والاستفهام للإنكار والتوبيخ لأن يكون لكفرهم بها سبب من الأسباب ( والله شهيد على ما تعملون ) هذه الجملة الحالية مؤكدة للتوبيخ والإنكار ؛ وهكذا المجئ بصيغة المبالغة في " شهيد " يفيد مزيد التشديد والتهويل .