التفسير الوسيط للقرآن الكريم لسيد طنطاوي - سيد طنطاوي [إخفاء]  
{كَلَّاۖ لَيُنۢبَذَنَّ فِي ٱلۡحُطَمَةِ} (4)

ثم بين - سبحانه - بعد ذلك سوء عاقبة هذا الجاهل المغرور فقال : { كَلاَّ لَيُنبَذَنَّ فِي الحطمة . وَمَآ أَدْرَاكَ مَا الحطمة } .

و " كلا " حرف زجر وردع ، والمراد به هنا إبطال ما توهمه هذا المغرور من حسبانه أن ماله سيخلده . والنبذ : الطرح للشيء والإِلقاء به مع التحقير والتصغير من شأنه .

والحُطَمة من الحَطْم ، وهو كسر الشيء بشدة وقوة ، ويقال : رجل حطمة ، إذا كان شديداً فى تحطيمه وكسره لغيره ، والمراد بالحطمة هنا : النارر الشديدة الاشتعال : التي لا تبقي على شيء إلا وأحرقته .

أي : كلا ليس الأمر كما زعم هذا الهمزة واللمزة ، من أن ماله سيخلده ، بل الحق أنه والله ليطرحن بسبب أفعاله القبيحة فى النار التى تحطم كل شيء يلقى فيها ، والتي لا يعرف مقدار شدتها واشتعالها إلا الله - تعالى - .

 
تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{كَلَّاۖ لَيُنۢبَذَنَّ فِي ٱلۡحُطَمَةِ} (4)

{ كَلا } أي : ليس الأمر كما زعم ، ولا كما حسب . ثم قال تعالى : { لَيُنْبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ } أي : ليلقين هذا الذي جمع مالا فعدده{[30511]} في الحطمة ، وهي اسم من أسماء النار صفة ؛ لأنها تحطم من فيها .

ولهذا قال : { وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحُطَمَةُ نَارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الأفْئِدَةِ }


[30511]:- (5) في م: "فعده".
 
أنوار التنزيل وأسرار التأويل للبيضاوي - البيضاوي [إخفاء]  
{كَلَّاۖ لَيُنۢبَذَنَّ فِي ٱلۡحُطَمَةِ} (4)

{ كلا } ردع له عن حسبانه لينبذن ليطرحن في الحطمة في النار التي من شأنها أن تحطم كل ما يطرح فيها .

 
التحرير والتنوير لابن عاشور - ابن عاشور [إخفاء]  
{كَلَّاۖ لَيُنۢبَذَنَّ فِي ٱلۡحُطَمَةِ} (4)

{ كلاّ }

و { كلاّ } إبطال لأن يكون المال مُخلدّاً لهم . وزجر عن التلبس بالحالة الشنيعة التي جعلتهم في حال من يحسب أن المال يخلد صاحبه ، أو إبطال للحرص في جمع المال جمعاً يمنع به حقوق الله في المال من نفقات وزكاة .

{ لَيُنبَذَنَّ فِى الحطمة } .

استئناف بياني ناشىء عن ما تضمنته جملة : { يحسب أن ماله أخلده } من التهكم والإِنكار ، وما أفاده حرف الزجر من معنى التوعد .

والمعنى : ليَهْلِكَنَّ فَليُنْبَذَنَّ في الحُطمة .

واللام جواب قسم محذوف . والضمير عائد إلى الهمزة .

والنبذ : الإِلقاء والطرح ، وأكثر استعماله في إلقاء ما يكره . قال صاحب « الكشاف » في قوله تعالى : { فأخذناه وجنوده فنبذناهم في اليم } [ القصص : 40 ] شبههم استحقاراً لهم بحَصَيات أخذَهُن آخذٌ بكفه فطرحهن اه .

والحُطمة : صفة بوزن فُعَلَة ، مثل ما تقدم في الهُمزة ، أي لينبذن في شيء يحطمه ، أي يكسره ويدقه .

والظاهر أن اللام لتعريف العهد لأنه اعتبر الوصف علماً بالغلبة على شيء يحطم وأريد بذلك جهنم ، وأن إطلاق هذا الوصف على جهنم من مصطلحات القرآن . وليس في كلام العرب إطلاق هذا الوصف على النار .