التفسير الوسيط للقرآن الكريم لسيد طنطاوي - سيد طنطاوي [إخفاء]  
{فِي عَمَدٖ مُّمَدَّدَةِۭ} (9)

وقوله - تعالى - : { فِي عَمَدٍ مُّمَدَّدَةِ } صفة رابعة من صفات هذه النار الشديدة الاشتعال .

وقوله { عَمَدٍ } - بفتحتين - جمع عمود كأديم وأَدَم ، وقيل : جمع عماد ، وقيل : هو اسم جمع لعمود ، وليس جمعا له ، والمراد بها : الأوتاد التى تشد بها أبواب النار .

وقرأ بعض القراء السبعة : فى عُمُد بضمتين جمع عمود كسرير وسرر .

والممددة : الطويلة الممدودة من أول الباب إلى آخره .

أى : إن هذه النار مغلقة عليهم بأبواب محكمة ، هذه الأبواب قد شدت بأوتاد من حديد ، تمتد هذه الأوتاد من أول الأبواب إلى آخرها . بحيث لا يستطيع من بداخلها الفكاك منها .

وبذلك نرى السورة الكريمة قد توعدت هؤلاء المغرورين الجاهلين ، الطاعنين فى أعراض الناس . . بأشد ألوان العقاب ، وأكثره إهانة وخزيا لمن ينزل به .

نسأل الله - تعالى - أن يعيذنا من ذلك .

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .

 
تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{فِي عَمَدٖ مُّمَدَّدَةِۭ} (9)

{ فِي عَمَدٍ مُمَدَّدَةٍ } قال عطية العوفي : عمد من حديد . وقال السُّدِّي : من نار . وقال شبيب بن بشر ، عن عكرمة ، عن ابن عباس : { فِي عَمَدٍ مُمَدَّدَةٍ } يعني : الأبواب هي الممدوة{[30513]} .

وقال قتادة في قراءة عبد الله بن مسعود : إنها عليهم مؤصدة بعمد ممدة .

وقال العوفي ، عن ابن عباس : أدخلهم في عمد فمدت عليهم بعماد ، وفي أعناقهم السلاسل فسدت بها الأبواب .

وقال قتادة : كنا نحدث أنهم يعذبون بعمد في النار . واختاره ابن جرير .

وقال أبو صالح : { فِي عَمَدٍ مُمَدَّدَةٍ } يعني القيود الطوال . آخر تفسير سورة " ويل لكل همزة لمزة "


[30513]:- (2) في أ: "هي الممددة".
 
أنوار التنزيل وأسرار التأويل للبيضاوي - البيضاوي [إخفاء]  
{فِي عَمَدٖ مُّمَدَّدَةِۭ} (9)

{ في عمد ممددة } أي موثقين في أعمدة ممدودة مثل المقاطر التي تقطر فيها اللصوص ، وقرأ الكوفيون غير حفص بضمتين ، وقرئ ( عمد ) بسكون الميم مع ضم العين .

ختام السورة:

عن النبي صلى الله عليه وسلم : " من قرأ سورة الهمزة أعطاه الله عشر حسنات بعدد من استهزأ بمحمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه " رضوان الله عليهم أجمعين .

 
التحرير والتنوير لابن عاشور - ابن عاشور [إخفاء]  
{فِي عَمَدٖ مُّمَدَّدَةِۭ} (9)

وقوله : { في عمد ممددة } حال : إما من ضمير { عليهم } أي في حال كونهم في عَمَد ، أي موثوقين في عمد كما يوثق المسجون المغلظ عليه من رجليه في فَلْقَة ذاتِ ثَقب يدخل في رجله أو في عنقه كالقرام . وإمّا حال من ضمير { إنها } ، أي أن النار الموقدة في عمد ، أي متوسطة عَمداً كما تكون نار الشواء إذ توضع عَمَد وتجعل النار تحتها تمثيلاً لأهلها بالشواء .

و { عمد } قرأه الجمهور بفتحتين على أنه اسم جمع عمود مثل : أديم وأدم . وقرأه حمزة والكسائي وأبو بكر عن عاصم وخلف « عُمَد » بضمتين وهو جمع عمود ، والعمود : خشبة غليظة مستطيلة .

والممدَّدة : المجعولة طويلة جدّاً ، وهو اسم مفعول من مدده ، إذا بالغ في مده ، أي الزيادة فيه .

وكل هذه الأوصاف تقوية لتمثيل شدة الإِغلاظ عليهم بأقصى ما يبلغه متعارف الناس من الأحوال .