التفسير الوسيط للقرآن الكريم لسيد طنطاوي - سيد طنطاوي [إخفاء]  
{وَقِيلَ ٱلۡيَوۡمَ نَنسَىٰكُمۡ كَمَا نَسِيتُمۡ لِقَآءَ يَوۡمِكُمۡ هَٰذَا وَمَأۡوَىٰكُمُ ٱلنَّارُ وَمَا لَكُم مِّن نَّـٰصِرِينَ} (34)

{ وَقِيلَ } لهم على سبيل التأنيب والزجر { اليوم نَنسَاكُمْ } أي : نهملكم ونترككم في النار { كَمَا نَسِيتُمْ } أنتم في الدنيا وأنكرتم { لِقَآءَ يَوْمِكُمْ هذا } وهو يوم القيامة { وَمَأْوَاكُمُ النار } أي : ومسكنكم الذي تؤوون إليه النار وبئس القرار .

{ وَمَا لَكُمْ مِّن نَّاصِرِينَ } أي : وليس لكم من ناصرين ينصرونكم ، ويخففون عنكم هذا العذاب الذي حل بكم .

 
تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{وَقِيلَ ٱلۡيَوۡمَ نَنسَىٰكُمۡ كَمَا نَسِيتُمۡ لِقَآءَ يَوۡمِكُمۡ هَٰذَا وَمَأۡوَىٰكُمُ ٱلنَّارُ وَمَا لَكُم مِّن نَّـٰصِرِينَ} (34)

{ وَقِيلَ الْيَوْمَ نَنْسَاكُمْ } أي : نعاملكم معاملة الناسي لكم في نار جهنم { كَمَا نَسِيتُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا } أي : فلم تعملوا له ؛ لأنكم لم تصدقوا به ، { وَمَأْوَاكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ نَاصِرِينَ }

وقد ثبت في الصحيح أن الله تعالى يقول لبعض العبيد يوم القيامة : " ألم أزوجك ؟ ألم أكرمك ؟ ألم أسخر لك الخيل والإبل ، وأذرك ترأس وتَرْبَع ؟ فيقول : بلى ، يا رب . فيقول : أفظننت أنك مُلاقيّ ؟ فيقول : لا . فيقول الله تعالى : فاليوم أنساك كما نسيتني " {[26369]} .


[26369]:- (1) صحيح مسلم برقم (2968) من حديث أبي هريرة، رضي الله عنه.
 
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{وَقِيلَ ٱلۡيَوۡمَ نَنسَىٰكُمۡ كَمَا نَسِيتُمۡ لِقَآءَ يَوۡمِكُمۡ هَٰذَا وَمَأۡوَىٰكُمُ ٱلنَّارُ وَمَا لَكُم مِّن نَّـٰصِرِينَ} (34)

القول في تأويل قوله تعالى : { وَقِيلَ الْيَوْمَ نَنسَاكُمْ كَمَا نَسِيتُمْ لِقَآءَ يَوْمِكُمْ هََذَا وَمَأْوَاكُمُ النّارُ وَمَا لَكُمْ مّن نّاصِرِينَ } .

يقول تعالى ذكره : وقيل لهؤلاء الكفرة الذين وصف صفتهم : اليوم نترككم في عذاب جهنم ، كما تركتم العمل للقاء ربكم يومكم هذا . كما

حدثني عليّ ، قال : حدثنا أبو صالح ، قال : ثني معاوية ، عن عليّ ، عن ابن عباس ، قوله : وَقِيلَ اليَوْمَ نَنْساكُمْ ، نترككم . وقوله : وَمأْوَاكُمُ النّارُ ، يقول : ومأواكم التي تأوون إليها نار جهنم ، وَما لَكُمْ مِنْ ناصِرِينَ ، يقول : وما لكم من مستنقذ ينقذكم اليوم من عذاب الله ، ولا منتصر ينتصر لكم ممن يعذّبكم ، فيستنقذ لكم منه .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{وَقِيلَ ٱلۡيَوۡمَ نَنسَىٰكُمۡ كَمَا نَسِيتُمۡ لِقَآءَ يَوۡمِكُمۡ هَٰذَا وَمَأۡوَىٰكُمُ ٱلنَّارُ وَمَا لَكُم مِّن نَّـٰصِرِينَ} (34)

{ ننساكم } معناه : نترككم كما تركتم لقاء يومكم هذا ، فلم يقع منكم استعداد له ولا تأهب ، فسميت العقوبة في هذه الآية باسم الذنب . والمأوى : الموضع الذي يسكنه الإنسان ويكون فيه عامة أوقاته أو كلها أجمع .