مفاتيح الغيب للرازي - الفخر الرازي  
{وَقِيلَ ٱلۡيَوۡمَ نَنسَىٰكُمۡ كَمَا نَسِيتُمۡ لِقَآءَ يَوۡمِكُمۡ هَٰذَا وَمَأۡوَىٰكُمُ ٱلنَّارُ وَمَا لَكُم مِّن نَّـٰصِرِينَ} (34)

ثم قال تعالى : { وقيل اليوم ننساكم كما نسيتم لقاء يومكم هذا } وفي تفسير هذا النسيان وجهان : ( الأول ) نترككم في العذاب كما تركتم الطاعة التي هي الزاد ليوم المعاد ، ( الثاني ) نجعلكم بمنزلة الشيء المنسي غير المبالى به ، كما لم تبالوا أنتم بلقاء يومكم ولم تلتفتوا إليه بل جعلتموه كالشيء الذي يطرح نسيا منسيا ، فجمع الله تعالى عليهم من وجوه العذاب الشديد ثلاثة أشياء ( فأولها ) قطع رحمة الله تعالى عنهم بالكلية ( وثانيها ) أنه يصير مأواهم النار ( وثالثها ) أن لا يحصل لهم أجر من الأعوان والأنصار .