السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{وَقِيلَ ٱلۡيَوۡمَ نَنسَىٰكُمۡ كَمَا نَسِيتُمۡ لِقَآءَ يَوۡمِكُمۡ هَٰذَا وَمَأۡوَىٰكُمُ ٱلنَّارُ وَمَا لَكُم مِّن نَّـٰصِرِينَ} (34)

{ وقيل } أي : لهم على أفظع الأحوال وأشدها قولاً لا معقب له فكأنه بلسان كل قائل { اليوم ننساكم } أي : نترككم في العذاب { كما نسيتم لقاء يومكم هذا } أي : كما تركتم الإيمان والعمل للقائه ، وقيل : نجعلكم منزلة الشيء المنسي غير المبالى به كما لم تبالوا أنتم بلقاء يومكم هذا ولم تلتفتوا إليه { ومأواكم النار } ليس لكم براح عنها { وما لكم من ناصرين } ينقذونكم من ذلك بشفاعة ولا مقاهرة ، فجمع الله تعالى عليهم من وجوه العذاب ثلاثة أشياء : قطع الرحمة عنهم ، وتصيير مأواهم النار ، وعدم الأنصار ؛ لأنهم أتوا بثلاثة أنواع من الأعمال القبيحة وهي : الإصرار على إنكار الدين الحق ، والاستهزاء به والسخرية ، والاستغراق في حب الدنيا .