التفسير الوسيط للقرآن الكريم لسيد طنطاوي - سيد طنطاوي [إخفاء]  
{وَأَنتُمۡ سَٰمِدُونَ} (61)

{ وَأَنتُمْ سَامِدُونَ } أى : وأنتم لاهون معرضون ، يقال : سمَد يسمُد : كدخل - إذ اشتغل باللهو والإعراض عن الرشد .

أو المعنى : وأنتم رافعون رءوسكم تكبرا يقال : سمَد سمودا ، إذا رفع رأسه تكبرا وغرورا ، وكل متكبر فهو سامد ، ومنه قولهم : بعير سامد فى سيره إذا رفع رأسه متبختراً فى مشيته .

وقيل السمود : الغناء بلغة حمير ، ومنه قوله بعضهم لجاريته : اسمدى لنا ، أى : غنى لنا .

أى : وأنتم سادرون فى غنائكم ولهوكم ، دون أن تكترثوا بزواجر القرآن الكريم .

   
أنوار التنزيل وأسرار التأويل للبيضاوي - البيضاوي [إخفاء]  
{وَأَنتُمۡ سَٰمِدُونَ} (61)

{ وأنتم سامدون } لا هون أو مستكبرون من سمد البعير في مسيرة إذا رفع رأسه ، أو مغنون لتشغلوا الناس عن استماعه من الثمود وهو الغناء .

 
التحرير والتنوير لابن عاشور - ابن عاشور [إخفاء]  
{وَأَنتُمۡ سَٰمِدُونَ} (61)

و { سامدون } : من السمود وهو ما في المرء من الإِعجاب بالنفس ، يقال : سمد البعير ، إذا رفع رأسه في سيره ، مُثل به حال المتكبر المعرض عن النصح المعجب بما هو فيه بحال البعير في نشاطه .

وقيل السمود : الغِناء بلغة حِمْير . والمعنى : فرحون بأنفسكم تتغنون بالأغاني لقلة الاكتراث بما تسمعون من القرآن كقوله : { وما كان صلاتهم عند البيت إلا مكاء وتصدية } [ الأنفال : 35 ] على أحد تفسيرين .

وتقديم المجرور للقصر ، أي هذا الحديث ليس أهلاً لأن تقابلوه بالضحك والاستهزاء والتكذيب ولا لأن لا يتوب سامعه ، أي لو قابلتم بفعلكم كلاماً غيره لكان لكم شبهة في فعلكم ، فأمّا مقابلتكم هذا الحديث بما فعلتم فلا عذر لكم فيها .