التفسير الوسيط للقرآن الكريم لسيد طنطاوي - سيد طنطاوي [إخفاء]  
{فَأَعۡرِضۡ عَنۡهُمۡ وَٱنتَظِرۡ إِنَّهُم مُّنتَظِرُونَ} (30)

وما دام ا لأمر كما ذكرنا لك - أيها الرسول الكريم - { فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وانتظر إِنَّهُمْ مُّنتَظِرُونَ } . أى : فأعرض عن هؤلاء المشركين ، وعن أقوالهم الفاسدة دون أن تلتفت إليها ، وامض فى طريقك أنت وأتباعك ، وانتظر النصرة عليهم بفضلنا وإرادتنا ، إنهم - أيضاً - منتظرون ما سيئول إليه أمرك ، وسيكون أمرك بخلاف ما يمكرون وما ينتظرون .

وبعد : فهذا تفسير وسيط لسورة السجدة ، نسأل الله - تعالى - أن يجعله خالصاً لوجهه ، ونافعاً لعباده .

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .

 
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{فَأَعۡرِضۡ عَنۡهُمۡ وَٱنتَظِرۡ إِنَّهُم مُّنتَظِرُونَ} (30)

وقوله فأعْرِضْ عَنْهُمْ وانْتَظِرْ إنّهُمْ مُنْتَظِرونَ يقول لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم : فأعرض يا محمد عن هؤلاء المشركين بالله ، القائلين لك : متى هذا الفتح ، المستعجليك بالعذاب ، وانتظر ما الله صانع بهم ، إنهم منتظرون ما تعدهم من العذاب ومجيء الساعة . كما :

حدثنا بشر ، قال : حدثنا يزيد ، قال : حدثنا سعيد ، عن قتادة فَأعْرِضْ عَنْهُمْ ، وَانْتَظرْ إنّهُمْ مُنْتَظِرُونَ يعني يوم القيامة .

آخر تفسير سورة السجدة ، ولله الحمد والمنة .

 
أنوار التنزيل وأسرار التأويل للبيضاوي - البيضاوي [إخفاء]  
{فَأَعۡرِضۡ عَنۡهُمۡ وَٱنتَظِرۡ إِنَّهُم مُّنتَظِرُونَ} (30)

{ فأعرض عنهم } ولا تبال بتكذيبهم ، وقيل هو منسوخ بآية السيف . { وانتظر } النصرة عليهم . { إنهم منتظرون } الغلبة عليك ، وقرئ بالفتح على معنى أنهم أحقاء بأن ينتظر هلاكهم أو أن الملائكة ينتظرونه .

ختام السورة:

عن النبي صلى الله عليه وسلم من قرأ " ألم تنزيل ، تبارك الذي بيده الملك أعطي من الأجر كأنما أحيا ليلة القدر . وعنه من قرأ " ألم تنزيل في بيته لم يدخل الشيطان بيته ثلاثة أيام " .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{فَأَعۡرِضۡ عَنۡهُمۡ وَٱنتَظِرۡ إِنَّهُم مُّنتَظِرُونَ} (30)

ثم أمره تعالى بالإعراض عن الكفار وانتظار الفرج ، وهذا مما نسخته آية السيف{[9440]} . وقوله تعالى : { إنهم منتظرون } أي العذاب ، بمعنى هذا حكمهم وإن كانوا لا يشعرون ، وقرأ محمد بن السميفع «منتظَرون » بفتح الظاء أي للعذاب النازل بهم{[9441]} .


[9440]:في قوله تعالى في الآية 5 من سورة براءة: {فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم وخذوهم واحصروهم واقعدوا لهم كل مرصد}. قال القرطبي: "وقيل: الآية غير منسوخة؛ إذ قد يقع الإعراض مع الأمر بالقتال كالهدنة وغيرها".
[9441]:ورويت هذه القراءة عن مجاهد، وابن محيصن، قال الفراء: "ولا يصح هذا إلا بإضمار، مجازه: إنهم منتظرون بهم"، وقال أبو حاتم:"الصحيح الكسر، أي: انتظر عذابهم إنهم منتظرون هلاكك". وقد وضح بعضهم المعنى على قراءة الفتح فقال:"معناها: وانتظر هلاكهم فإنهم أحقاء بأن ينتظرهلاكهم، يعني أنهم هالكون لا محالة، وانتظر ذلك فإن الملائكة في السماء ينتظرونه"، ذكر ذلك الزمخشري، وهو معنى قول ابن عطية، وقد أخذه عن الفراء والله أعلم.