الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{وَمِنۡهُم مَّن يُؤۡمِنُ بِهِۦ وَمِنۡهُم مَّن لَّا يُؤۡمِنُ بِهِۦۚ وَرَبُّكَ أَعۡلَمُ بِٱلۡمُفۡسِدِينَ} (40)

وقوله سبحانه : { وَمِنهُمْ مَّن يُؤْمِنُ بِهِ } [ يونس : 40 ] .

أيْ : ومِنْ قريشٍ مَنْ يؤمن بهذا الرسُولِ ، ولهذا الكلام معنيان :

قالتْ فرقة : معناه : مِنْ هؤلاء القومِ مَنْ سيؤمن في المستقبل ، ومِنْهُم من حَتَمَ اللَّه عَلَيْهِ أنَّه لا يؤمن به أبداً .

وقالتْ فرقة : معناه : ومنهم مَنْ يؤمن بهذا الرسُولِ إِلاَّ أنَّه يَكْتُم إِيمانه حفْظاً لرئاسته ، أو خوفاً مِنْ قومه ، كالفِتْية الذين قُتِلُوا مع الكُفَّار بِبَدْرٍ .

قال ( ع ) : وفائدة الآية على هذا التأويل : التفريقُ لكلمة الكُفَّار ، وإِضعافُ نفوسهم ، وفي قوله : { وَرَبُّكَ أَعْلَمُ بالمفسدين } تهديدٌ ووعيدٌ .