فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{وَمِنۡهُم مَّن يُؤۡمِنُ بِهِۦ وَمِنۡهُم مَّن لَّا يُؤۡمِنُ بِهِۦۚ وَرَبُّكَ أَعۡلَمُ بِٱلۡمُفۡسِدِينَ} (40)

قوله : { وَمِنهُمْ مَّن يُؤْمِنُ بِهِ } أي : ومن هؤلاء الذين كذبوا بالقرآن من يؤمن به في نفسه ، ويعلم أنه صدق وحق ، ولكنه كذب به مكابرة وعناداً : وقيل المراد : ومنهم من يؤمن به في المستقبل ، وإن كذب به في الحال ، والموصول مبتدأ ، وخبره منهم { وَمِنْهُمْ مَّن لاَّ يُؤْمِنُ بِهِ } ولا يصدّقه في نفسه ، بل كذب به جهلاً كما مرّ تحقيقه ، أو لا يؤمن به في المستقبل ، بل يبقى على جحوده وإصراره . وقيل : الضمير في الموضعين للنبيّ صلى الله عليه وسلم . وقد قيل : إن هذا التقسيم خاص بأهل مكة ، وقيل : عام في جميع الكفار { وَرَبُّكَ أَعْلَمُ بالمفسدين } فيجازيهم بأعمالهم ، والمراد بهم : المصرّون المعاندون ، أو بكلا الطائفتين ، وهم الذين يؤمنون به في أنفسهم ، ويكذبون به في الظاهر ، والذين يكذبون به جهلاً ، أو الذين يؤمنون به في المستقبل ، والذين لا يؤمنون به .

/خ41